التنمية الحضرية: استراتيجية2025 للمعهد العربي لإنماء المدن
متخصصا في البحث، التدريب، والتطوير في مجالات التنمية الحضرية وإدارة البلديات، يتربع المعهد العربي لإنماء المدن (AUDI) في قلب العاصمة السعودية الرياض. كمؤسسة رائدة تُعنى بتشكيل مستقبل المدن العربية، حاملاً راية الابتكار والتنمية المستدامة. منذ تأسيسه عام 1980 تحت مظلة منظمة المدن العربية، أصبح المعهد منارة إقليمية غير حكومية. وبعد أكثر من أربعة عقود من العمل المتواصل، يواصل المعهد دوره كمحرك للتغيير، مقدمًا حلولًا مبتكرة للتحديات الحضرية التي تواجه المنطقة العربية. ومعززًا مكانة المدن العربية كمراكز للتقدم والازدهار.
رؤية طموحة لمستقبل التنمية الحضرية العربية
يحمل المعهد العربي لإنماء المدن رؤية طموحة تهدف إلى بناء مدن عربية مبتكرة ومستدامة. تعكس تطلعات المجتمعات العربية وتستجيب لتحديات العصر. هذه الرؤية، التي أكد عليها الدكتور أنس بن مفرح المغيري، مدير عام المعهد، خلال ظهوره في برنامج “ياهلا”، تتجسد في استراتيجية تحول شاملة تهدف إلى تمكين البلديات، تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية. كما تحرص على تطوير أدوات مبتكرة لمواجهة التحديات الحضرية مثل التوسع العمراني، التغير المناخي، وإدارة الموارد.
مهمة المعهد لا تقتصر على تقديم حلول تقنية، بل تمتد إلى بناء جسور المعرفة بين المدن العربية. فمن خلال توثيق تجارب التنمية الحضرية، ونشر الوعي حول التحديات والفرص، وإنتاج محتوى إعلامي متنوع يشمل التقارير البحثية، الأفلام الوثائقية، والنشرات الإخبارية. يسعى المعهد إلى أن يكون منصة للحوار والتعاون، حيث يجتمع صانعو القرار، الباحثون، والخبراء لتبادل الأفكار وصياغة حلول مشتركة.
إسهامات رائدة في تشكيل المدن العربية
على مدى 45 عامًا، نجح المعهد العربي لإنماء المدن في ترسيخ مكانته كأول مؤسسة إقليمية واسعة النطاق تهتم بالتنمية الحضرية في العالم العربي. من خلال برامج تدريبية متخصصة وأبحاث معمقة، تمكن المعهد من جمع البلديات، الجامعات، المنظمات الدولية، والجهات المانحة تحت مظلة واحدة. مما ساهم في تعزيز قدرات المدن العربية على مواجهة التحديات المعقدة.
من أبرز إسهامات المعهد إطلاق “بوابة التنمية الحضرية العربية”، وهي مكتبة إلكترونية شاملة تضم قاعدة بيانات غنية بالمعلومات حول المدن العربية، المشاريع الحضرية، المنظمات، والمنشورات ذات الصلة. تمثل هذه البوابة أداة حيوية للباحثين وصانعي القرار، حيث توفر معلومات موثوقة تدعم اتخاذ قرارات مستنيرة وتطوير سياسات حضرية فعالة.
كما يصدر المعهد نشرة “مدننا” الثنائية اللغة (عربي وإنجليزي)، التي تُنشر كل شهرين. وتهدف إلى تعزيز التواصل مع الشركاء من البلديات، المنظمات التنموية، والمؤسسات الأكاديمية. تحتوي النشرة على أقسام متنوعة تشمل مقابلات مع رؤساء البلديات حول قضايا ملحة، رؤى من خبراء التنمية الحضرية، قصص نجاح من مشاريع بارزة، وأخبار المعهد وأنشطته. تظل هذه النشرة منصة لتبادل الخبرات وإلهام المدن العربية لتبني ممارسات مبتكرة.
التنمية الحضرية: شراكات عالمية ومبادرات مبتكرة
يحرص المعهد على بناء شبكة واسعة من الشراكات مع مؤسسات إقليمية ودولية لتعزيز تأثيره وتوسيع نطاق عمله. من بين هؤلاء الشركاء، تبرز الوكالة الدولية للتعاون التابعة لاتحاد الحكومات المحلية الهولندية (VNG International). التي تقدم خبراتها في تعزيز الحوكمة المحلية، والشبكة العالمية لأدوات الأراضي (GLTN)، التي تركز على تطوير أدوات إدارة الأراضي. هذه الشراكات تمكن المعهد من تبني أفضل الممارسات العالمية وتكييفها مع السياق العربي.
ومن المبادرات البارزة التي يقودها المعهد، “حوار المدن العربية الأوروبية“، وهو منتدى سنوي يجمع رؤساء البلديات والخبراء من المنطقتين لمناقشة القضايا الحضرية المشتركة، مثل التخطيط الحضري، إدارة النفايات، والتكيف مع التغير المناخي. يهدف الحوار إلى تعزيز التعاون بين المدن، تبادل الخبرات، وتطوير حلول مشتركة للتحديات الحضرية.
إضافة إلى ذلك، يعمل المعهد على مشاريع بحثية وتطبيقية تتناول قضايا ملحة مثل إدارة الأزمات الحضرية، تحسين البنية التحتية، وتعزيز الشمولية في التخطيط الحضري. على سبيل المثال، يدعم المعهد مبادرات لتحسين إدارة الموارد المائية في المدن العربية، وتطوير أنظمة النقل العام المستدامة. مما يسهم في تحسين جودة الحياة للسكان.
استراتيجية التنمية الحضرية للمعهد العربي لإنماء المدن 2025
تشكل استراتيجية المعهد العربي لإنماء المدن لعام 2025 خارطة طريق طموحة تهدف إلى تعزيز دور المعهد كمؤسسة رائدة في مجال التنمية الحضرية في العالم العربي. تبنى هذه الاستراتيجية على ثلاثة من مكامن القوة الأساسية للمعهد، والتي تمثل أسس نجاحه وتفرده في هذا المجال:
- المؤسسة النوعية الأولى في مجال تنمية المدن العربية: تأسس المعهد العربي لإنماء المدن عام 1980، ويُعتبر الرائد الأول في مجال التنمية الحضرية في المنطقة العربية. ويضم في عضويته أكثر من 650 مدينة عربية. يمتلك المعهد شبكة واسعة تمكنه من التأثير والتنسيق على نطاق إقليمي واسع.
- نافذة للمدن العربية في تشكيل الأجندة الحضرية: يوفر المعهد منصة فريدة للمدن العربية للمساهمة في صياغة أجندة حضرية إقليمية وعالمية. كما يدعم الجهود العالمية لتحقيق الاستدامة من خلال تمكين المدن من تبني ممارسات مبتكرة. تتماشى مع الأهداف الدولية للتنمية المستدامة.
- مركز إقليمي لدعم الشراكات وتوجيه التنمية الحضرية: يعمل المعهد كمركز إقليمي لتعزيز الشراكات بين المدن، البلديات، المنظمات الدولية، والجهات الأكاديمية. من خلال هذه الشراكات، يوجه المعهد جهود التنمية الحضرية في العالم العربي نحو تحقيق أهداف استراتيجية تلبي احتياجات المجتمعات المحلية.
أهداف الاستراتيجية
تركز استراتيجية 2025 على تعزيز قدرات المعهد في تقديم حلول مبتكرة للتحديات الحضرية، من خلال:
- تطوير البحث والتدريب: تعزيز البرامج التدريبية والأبحاث التي تستهدف تمكين البلديات والمسؤولين الحضريين من مواجهة التحديات مثل التوسع العمراني، التغير المناخي، وإدارة الموارد.
- تعزيز الشراكات: توسيع شبكة الشراكات مع المنظمات الدولية والإقليمية لتبادل الخبرات وتطوير حلول مشتركة.
- الابتكار الحضري: دعم مبادرات المدن الذكية واستخدام التكنولوجيا الحديثة. مثل الذكاء الاصطناعي، لتحسين التخطيط الحضري وإدارة المدن.
- نشر المعرفة: توثيق تجارب التنمية الحضرية في المدن العربية. ونشرها عبر منصات مثل بوابة التنمية الحضرية العربية ونشرة “مدننا”.
رؤية المستقبل
تسعى استراتيجية المعهد لعام 2025 إلى ترسيخ مكانة المعهد كمرجعية إقليمية وعالمية في مجال التنمية الحضرية. من خلال الاستفادة من خبرته الطويلة وشبكته الواسعة، يهدف المعهد إلى تمكين المدن العربية من تحقيق الاستدامة، الشمولية، والابتكار. مما يسهم في بناء مستقبل حضري مزدهر يعكس تطلعات المجتمعات العربية.
كتيب الاستراتيجية
للحصول على تفاصيل إضافية حول استراتيجية المعهد لعام 2025، يمكن الاطلاع على كتيب الاستراتيجية المتوفر عبر الموقع الرسمي للمعهد.
كما يمكنكم تحميله من هنا
التنمية الحضرية في الوطن العربي: التحديات والطموحات المستقبلية
تواجه المدن العربية تحديات معقدة. من التوسع العمراني السريع إلى التغيرات المناخية، ومن نقص الموارد إلى الحاجة إلى تحسين الحوكمة المحلية. وفي ظل هذه التحديات، يبرز المعهد العربي لإنماء المدن كشريك استراتيجي، يعمل على تمكين المدن من خلال توفير الأدوات، المعرفة، والشراكات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة.
في المستقبل، يطمح المعهد إلى توسيع نطاق برامجه التدريبية لتشمل المزيد من المدن العربية. مع التركيز على تطوير قدرات الشباب والنساء في مجال التخطيط الحضري. كما يسعى إلى تعزيز دوره كمركز للابتكار من خلال إطلاق مبادرات جديدة. مثل مراكز أبحاث متخصصة في الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية، لمواكبة التطورات التكنولوجية وتسخيرها لخدمة التنمية الحضرية.
منظمة المدن العربية: الإطار المؤسسي للتعاون الحضري
يجسد المعهد العربي لإنماء المدن جزءًا لا يتجزأ من منظمة المدن العربية، التي تأسست عام 1967 كمظلة إقليمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين المدن العربية ودعم تنميتها. تبقى المنظمة، التي يقع مقرها في الكويت، منصة فريدة تجمع رؤساء البلديات، المسؤولين الحضريين، والخبراء لتبادل الخبرات وتطوير سياسات مشتركة لمواجهة التحديات الحضرية. من خلال تنظيم المؤتمرات، الورش العملية، والمبادرات الإقليمية، تسعى المنظمة إلى تعزيز الحوكمة المحلية. كما تروم تحسين الخدمات البلدية، ودعم التنمية المستدامة في المنطقة العربية.
تلعب منظمة المدن العربية دورًا حيويًا في توجيه عمل المعهد، حيث توفر الإطار المؤسسي والدعم الاستراتيجي لتحقيق أهدافه. كما تعمل المنظمة على ربط المعهد بشبكة واسعة من المدن الأعضاء، مما يتيح له الوصول إلى بيانات وتجارب ميدانية غنية، ويعزز من قدرته على تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات المدن العربية. وبفضل هذا التعاون، يظل المعهد في صدارة الجهود لتحقيق رؤية مشتركة لمدن عربية مزدهرة ومستدامة.
صوت المدن العربية
يظل المعهد العربي لإنماء المدن أكثر من مجرد مؤسسة بحثية أو تدريبية؛ إنه صوت المدن العربية، ومنصة لتحقيق أحلامها وتطلعاتها. من خلال عمله الدؤوب، يساهم المعهد في رسم ملامح مستقبل حضري عربي يجمع بين الابتكار، الاستدامة، والشمولية. ومع استمرار التحديات الحضرية في التصاعد، يبقى المعهد في صدارة الجهود لتحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو والتطور، ممهدًا الطريق لمدن عربية أكثر ازدهارًا وحيوية.
اعداد: فريق موقع مدن.كوم
