
نستعرض في هذا المقال مدينة عمان الجديدة، حيث تتجه الأردن نحو خطوة طموحة في مسيرتها التنموية مع إطلاق هذا الورش الكبير. فمدينة عمان الجديدة هو مشروع وطني، يهدف إلى إعادة صياغة مفهوم التخطيط العمراني والحضري في المملكة. يأتي هذا المشروع كجزء من استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات الناتجة عن التوسع الحضري المتسارع في العاصمة عمان ومدينة الزرقاء. مع تقديم نموذج حديث للمدن الذكية المستدامة التي تركز على جودة الحياة والتنمية الاقتصادية.
مدينة عمان الجديدة : التخطيط العمراني كنموذج للاستدامة
تم تصميم مدينة عمان الجديدة لتكون مدينة ذكية تعتمد على أحدث أساليب التخطيط طويل الأمد. حيث تم اختيار موقعها بعناية على بعد حوالي 30 كيلومترًا من عمان ومثلها من الزرقاء، وعلى مقربة من الطرق الدولية المرتبطة بالسعودية والعراق. هذا الموقع الاستراتيجي يعزز من إمكانات المدينة كمركز تنموي جديد يخفف الضغط عن المدن الكبرى. تبلغ مساحة المرحلة الأولى من المشروع 39 كيلومترًا مربعًا. وهي تشكل 10% من المساحة الإجمالية، مع خطة لاستكمالها بحلول عام 2030، على أن ينتهي المشروع بكامله بحلول 2050.
يرتكز التخطيط الحضري لمدينة عمان الجديدة على مبادئ الاستدامة. حيث ستعتمد على الطاقة النظيفة المتجددة وإعادة تدوير المياه، مع إنشاء شبكة نقل متطورة تربطها بالعاصمة ومطار الملكة علياء الدولي والمدن المجاورة. كما ستتضمن المدينة مساحات خضراء واسعة وحدائق عامة، مع تصميم معماري يعكس التراث الأردني ويستثمر الخصائص الطبوغرافية للمنطقة. يبقى الهدف هو خلق بيئة حضرية مثالية تتجنب أخطاء التخطيط العشوائي التي شهدتها مدن أخرى. وذلك مع تقسيم المدينة إلى أحياء متكاملة مزودة بجميع الخدمات الأساسية من مراكز تجارية وصحية وترفيهية.
التخطيط العمراني لمشروع عمان الجديدة
تم اختيار موقع مدينة عمان الجديدة بعناية ليكون على بعد حوالي 30 كيلومترًا من العاصمة عمان ومدينة الزرقاء، بالقرب من الميناء البري في الماضونة. هذا الموقع الاستراتيجي يعزز سهولة الوصول إلى المراكز الاقتصادية الرئيسية في الأردن. مما يجعل المدينة مركزًا حيويًا للتنمية والتواصل. يركز التصميم العمراني للمدينة على استيعاب النمو السكاني المتوقع مع ضمان كفاءة التنقل. كما يرتكز على تسهيل الربط مع المدن الكبرى والطرق الدولية، مما يدعم دورها كعقدة لوجستية واقتصادية.
تتميز خطة التطوير العمرانية بإنشاء بنية تحتية متطورة. تشمل شبكة نقل حديثة تربط المدينة بسلاسة مع عمان والزرقاء ومطار الملكة علياء الدولي. كما يتم التركيز على دمج حلول مستدامة مثل الطاقة النظيفة المتجددة وأنظمة إعادة تدوير المياه. مما يعزز من كفاءة استخدام الموارد ويقلل من الأثر البيئي. هذه العناصر تهدف إلى بناء مدينة ذكية تتماشى مع أحدث معايير التخطيط العمراني العالمية. كل ذلك مع الحفاظ على كفاءة الخدمات وسهولة الوصول إليها.
التخطيط الحضري لمدينة عمان الجديدة
في إطار التخطيط الحضري، تم تصميم مدينة عمان الجديدة لتعكس الهوية الأردنية . وذلك من خلال العناصر المعمارية والثقافية المدمجة في نسيجها الحضري. تشمل الخطة إنشاء أحياء سكنية متكاملة، مصممة كنطاقات خدمية نموذجية. تتضمن فراغات عامة واسعة، حدائق خضراء، ومراكز تجارية وصحية وترفيهية. هذا التصميم يهدف إلى خلق بيئة معيشية مريحة ومتوازنة، تلبي احتياجات السكان وتعزز جودة الحياة.
ان التركيز على الاستدامة والذكاء الحضري يظهر في دمج المساحات الخضراء بشكل وفير لتحسين البيئة المحلية وتوفير أماكن ترفيهية. كما يتم التخطيط لتوزيع الخدمات بشكل متوازن، ضمن الأحياء لضمان سهولة الوصول إليها دون الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة. من خلال هذا النهج، تسعى مدينة عمان الجديدة إلى تجنب أخطاء التخطيط العشوائي التي شهدتها مدن أخرى. هكذا تبرز مدينة عمان الجديدة مقدمة نموذجًا حضريًا. يركز على الإنسان والمجتمع مع الحفاظ على طابعها الثقافي المميز.
يمكنكم الاطلاع أيضا على مدينة الملك سعود الطبية بالمملكة العربية السعودية

مدينة عمان الجديدة: محرك اقتصادي وحضري
تتجاوز مدينة عمان الجديدة كونها مجرد مشروع سكني. فهي تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي من خلال تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. سيتم تنفيذ المشروع عبر خمس مراحل، حيث تشمل المرحلة الأولى إعداد الدراسات والمخططات الحضرية. تليها طرح عطاءات لتطوير البنية التحتية والمباني بمشاركة محلية ودولية. هذا النهج يفتح آفاقًا استثمارية واسعة. سواء للشركات المحلية أو الإقليمية والعالمية. مما يعزز من جاذبية الأردن كوجهة استثمارية.
من الناحية الاجتماعية، تسعى مدينة عمان الجديدة إلى توفير سكن بأسعار معقولة. مع تخصيص أراضٍ مخدومة لجمعيات إسكان موظفي الدولة والنقابات ومؤسسات المتقاعدين. مما يدعم الطبقة الوسطى ويعزز قدرتها على التملك. كما ستسهم المدينة في خلق فرص عمل في مختلف التخصصات. خاصة مع نقل بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية إليها على مراحل. مع الاحتفاظ بخدمات أساسية في عمان والزرقاء لضمان استمرارية الخدمة العامة.
مدينة عمان الجديدة: محرك للنمو الاقتصادي وفرص الاستثمار
لا تقتصر رؤية “مدينة عمان الجديدة” على توفير وحدات سكنية فحسب.بل تمثل نموذجًا متكاملاً يدمج بين التخطيط العمراني الذكي والتنمية الاقتصادية المستدامة. يُعد هذا المشروع أحد الركائز الأساسية لتحفيز النمو في الأردن، حيث يعتمد على شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص لضمان التنفيذ الفعّال والاستفادة من الخبرات المحلية والدولية.
المراحل الخمس: منهجية مدروسة لضمان النجاح
يتم تنفيذ المشروع عبر خمس مراحل مصممة بعناية لتحقيق الأهداف الطموحة:
- المرحلة الأولى: التخطيط والدراسات
تشمل إعداد المخططات الاستراتيجية والدراسات الفنية والاقتصادية، مع التركيز على التوزيع الأمثل للمساحات السكنية والتجارية والخدمية. هذه المرحلة حاسمة لوضع الأسس السليمة للمراحل اللاحقة. - المرحلة الثانية: تطوير البنية التحتية
يتم خلالها إنشاء الطرق وشبكات النقل والمرافق العامة، بالإضافة إلى أنظمة الطاقة المتجددة وإدارة المياه، مما يضمن بنية تحتية متطورة تواكب متطلبات المدينة الذكية. - المرحلة الثالثة: طرح العطاءات والاستثمار
مفتوحة أمام الشركات المحلية والدولية للمشاركة في تنفيذ المشاريع الفرعية، مثل المجمعات السكنية والمراكز التجارية والمناطق الصناعية الخفيفة، مما يعزز الشفافية والتنافسية. - المرحلة الرابعة: التشغيل والتسويق
تتركز على جذب السكان والشركات عبر حملات ترويجية تستهدف المستثمرين والمقيمين، مع ضمان توفر الخدمات الأساسية والترفيهية لتحفيز الانتقال إلى المدينة. - المرحلة الخامسة: التوسع والاستدامة
تشمل التقييم المستمر لأداء المدينة وخطط التوسع المستقبلية، مع التركيز على الحفاظ على الاستدامة البيئية والاقتصادية.
فرص استثمارية واسعة لجذب رؤوس الأموال
يمثل المشروع فرصةً استثماريةً غير مسبوقة، حيث من المتوقع أن يجذب شركات عالمية متخصصة في التطوير العمراني والبنى التحتية، بالإضافة إلى المستثمرين في القطاعات الصناعية والتجارية. كما أن المشاركة الواسعة للبنوك والمؤسسات المالية الدولية ستدعم تمويل المشاريع الفرعية، مما يعزز ثقة المستثمرين.
تعزيز مكانة الأردن كوجهة استثمارية
من خلال هذا المشروع، تسعى الأردن إلى تعزيز صورتها كبيئة جاذبة للاستثمار، لا سيما في مجال المدن الذكية والمستدامة. كما أن التعاون مع شركات دولية سيسهم في نقل الخبرات وتبادل المعرفة، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.
“مدينة عمان الجديدة” ليست مجرد حلٍّ لأزمة السكن أو الازدحام، بل هي مشروع تنموي متكامل يهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية والعمرانية للأردن. بفضل النهج التشاركي والمراحل المدروسة، يمكن لهذا المشروع أن يصبح نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، دافعًا بعجلة التنمية نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
تتماشى مدينة عمان الجديدة مع رؤية الأردن 2025 التي تركز على التنمية المستدامة والشراكة بين القطاعين العام والخاص. من خلال هذا المشروع، تسعى الحكومة إلى تحسين جودة الحياة وتطوير بنية تحتية حديثة تلبي احتياجات الأجيال القادمة، مع الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الاقتصاد المعرفي. كما يبرز المشروع كاستجابة للنمو السكاني المتوقع، حيث تشير التوقعات إلى أن عدد سكان عمان والزرقاء قد يصل إلى 10 ملايين نسمة بحلول 2050، وهو ما لن تستطيع المدينتان استيعابه ببنيتهما الحالية.
بشكل عام، تمثل مدينة عمان الجديدة خطوة جريئة نحو مستقبل حضري مستدام في الأردن، حيث تجمع بين التخطيط العمراني المتقدم وفرص التنمية الشاملة، لتكون نموذجًا يحتذى به في المنطقة.